17 - 07 - 2024

محطـــات | إعـلام أم الدنيـــا

محطـــات | إعـلام أم الدنيـــا

* أى تقـارب عربى/عربى فيه خير ، ويعـد التصالح مع قطر خطوة ايجابية تأخرت كثيـرا، ولكن كل شيء بأوان، وإن كانت ثمــار التصالح لـم تظهر بعد، فعلى الأقـل ارتحنا من ردح إعـلام النواصي، الذى لـم يراع أصول المهنــة وأخلاقياتها طــوال فتــرة القطيعة ، حتى وصل بــه الأمر إلى الخـوض فى الأعـراض، والتلسين بمــا لا يليـق بإعلام أم الدنيا، حتى جــاء التصـالح ليخرسهم ، ويطــرح المطبلين أرضا ولم يعد أمامهم إلا أن يرونا عرض أكتافهم !

*  كانت نغمـة الإعـلام المصـرى السائدة ـ قبـل التصالـح ـ تدعوا إلى " لا تصالح " فبأي وجـه سوف يدعو دعاة التحريض والقطيعة ، الذين مـلأوا الشاشـات بالردح ضد قطر، ليباركوا هذا التصالح ، فمن يصدق من كان بالأمس يقول " لا تصالح " عندما يغير جلده ونبرة صوته ، تماشيا مع الوضع ويقول " الصلح خير " ؟

* على ذكر إعلام الـردح، يجب علينا أن نذكر إعلام مصر الرسمي فى عز القطيعة التى حدثت بين مصر وليبيا وسوريا وبعض دول الخليج، على خلفية معاهدة كامب ديفيــد مع اسرائيــل، لم يخــرج من الجانب الإعلامى المصرى من يردح لليبيا أو سوريا أو دول الخليج ، ردا على اعتراضهم على الاتفاقية .

* لــم يكن وقتهــا قد ظهــرت القنــوات الخاصــة، فقــد كان إعلامنــا وقتها يتصف  بالرزانـة والهدوء والتحاور والنقــاش برقي ، عكس ما نــراه ونسمعه الآن ، بعـد أن خاض بعض رجـال الأعمال حقل الفضائيات ، بمنطق البيزنس ، فلوثـوا الإعلام بأموالهم الملوثـة، واستطاعــوا بأموالهم الملوثـــة أن يستميلــوا أصحـاب النفوس الضعيفة من بعض الإعلاميين ، ليكون الطبـل والردح على قدر ما يدفعون لهم .

*  ليس معنى ذلك أننا نحرض على غلق القنــوات الخاصـة وتكميم الأفــواه ، ولكن يجب أن يكون للدولة إعلامها الذى يعبر عنها، ويكـون لها صوتها الرسمي، فليس من المعقول أن تترك الدولة كل من هب ودب يتحدث بلسانها .

*  فلا يجب أن ننسى من نصّبوا أنفسهم ليكونــوا أبواقا ، أيام حكم الإخوان، وكيف كان كل من نبتت فى ذقنه شعيرات يطل من الفضائيات ، ويفتى فى الدين والقانون فما كان منهم إلا أن عاصوا ثياب حكم الإخوان بالطين، فهل ينتظر النظام أن يلوث شلة من الإعلاميين المنتفعين سمعة مصر ؟
ــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: بهاء الدين حسن
من المشهد الأسبوعية

مقالات اخرى للكاتب

محطــات| السِلَع على الأرفف